إطلاق كتاب “العوالم البديلة”… قراءة جديدة في تجليات المسرح العراقي المعاصر
أعلن مهرجان بغداد للمسرح في دورته السادسة، وبالتعاون مع نقابة الفنانين العراقيين، عن إصدار كتاب جديد يحمل عنوان “العوالم البديلة: تجليات الرؤى الإبداعية في المسرح العراقي”، والذي يوثّق أبرز التجارب المسرحية العراقية عبر عقود، ويقدّم قراءات تحليلية معمّقة في مساراتها ورؤاها الفنية.
يسلط الكتاب الضوء على تجربة المسرح العراقي بوصفه فضاءً غنياً بالابتكار وتعدد مستويات التأويل، حيث تتفاعل الأفكار مع تقنيات العرض لتشكّل عوالم بديلة تحاكي الواقع وتعيد صياغته عبر مخيلة المبدعين. ويجمع الإصدار بين التحليل النقدي والتوثيق الفني، مقدّماً رؤية شاملة لمسار المسرح العراقي وتحوّلاته الجمالية.

ويتوقف الكتاب عند محطات مفصلية في تجارب عدد من أبرز رموز المسرح العراقي؛ فيستعرض شعرية الصورة ورسم الفضاء المسرحي في أعمال المخرج صلاح القصب، وجماليات اللغة الشعرية وتقنيات السيرة الدرامية في تجارب عقيل مهدي، إلى جانب قسوة الواقع وهواجس الذات في عوالم جواد الأسدي.
كما يتناول الكتاب إعادة إنتاج الواقعية الخيالية لدى فاضل خليل، والبحث عن الإنسان في مسرح عوني كرومي، ويقف عند الصوت الجريء والبوح الأنثوي لعواطف نعيم. ويخصص فصلاً لمكانة الفنان الراحل سامي عبد الحميد باعتباره أحد أهم حراس الروح المسرحية العراقية ومدرسة رؤى قائمة بذاتها.
ويمتد الكتاب ليعرض مساحة واسعة من التجارب الحديثة، مثل مقاربات أنس عبد الصمد التي تُعيد طرح جدلية الوجود الإنساني في عالم مضطرب، إضافةً إلى النزيف الدرامي الذي يقدمه علاء قحطان بإيقاعه المتوتر وتوغله في مناطق الذات المتشظية.



ويؤكد الكتاب أن هذه التجارب مجتمعة هي التي منحت المسرح العراقي فرادته الإبداعية وحددت ملامح هويته المتجددة، عبر مغامرة فنية مستمرة واقتراح رؤى مغايرة تُعيد تشكيل الواقع بواسطة لغة العرض المسرحي.
ويأتي هذا الإصدار ليضيف مرجعاً نقدياً جديداً إلى المكتبة المسرحية العربية، وليوثّق مسار تطور المسرح العراقي عبر رؤية تحتفي بالمغايرة والتجريب، وتفتح الباب أمام دراسات مستقبلية تواصل استكشاف هذه “العوالم البديلة”.