مسرحية روح الحياة.. العودة إلى المسرح الملتزم


تحاول مسرحية روح الحياة والتي تسرد ولادة الرسول محمد (ص) العودة للمسرح الملتزم والذي لم يعد له وجود في مسرحنا العربي، إضافة إلى تقديم مسرحًا دينيًا ملتزمًا يبتعد عن الجدلية والأشكال في السرد الديني لأي قصص وتقديم عملًا مسرحيًا ذو طابع جديد وبلوحات جديدة لا يختلف عليها أحد.
المنصة 100 – احمد الغلاييني
المسرحية التي عرضت على مسرح شمس وهي من أخراج المخرج السوري الدكتور هانيبال يوسف حرب، تقدم السيرة النبوية في فترة الولادة إلى نزول الوحي على النبي، وذلك من خلال لوحات فنية مسرحية ابتعدت عن التجسيد، بل جمعت الأصوات المسرحية بشكل شائع بحيث ركز العمل على اللوحة لا على الشخوص، وايضًا قدمت أسلوبًا جديدًا في سرد السيرة من خلال اللوحات الفنية وبطريقة رزينة والتي ظهرت على لباس الممثلين والذي غطى عليه اللون الأبيض رمز الصفاء مع تقاطعات من الإضاءة الخضراء والحمراء والتي رمزت إلى الصراع بين الشيطان والذي جسده الفنان جمال مرعي وساعده تيسير البريجي وباسم خليل، الذي يحاول إيقاع الفتنة متخوفًا من ولادة النبي الذي بشر به والذي سيكون سببًا لهداية الناس، وبين راية النبي الخضراء والتي نشرت الإسلام في ارجاء الكون.
وبرز دور عبد المطلب والذي بدأ العمل المسرحي به والذي جسده بطريقة رزينة الفنان عبود بركات والذي قدمه بطريقة تحترم سيرة جد رسول الله، مبدعًا في التنقل بين الشخصية وسردها حتى في خطواته المتقدمة نحو المسرح من بين الجمهور.

ساعدت الصور المرئية في تعزيز هوية العمل المسرحي، والتي كان لها الدور في تعزيز اللوحات المسرحية وعاملًا مساعدًا في إيصال فكرة العمل المسرحي.
عزز المخرج الهوية البصرية من خلال “سنوغرافيا” استخدم فيها ادوات من الإرث العربي مثل الفراش العربي وايضًا الموسيقى العربية والتي استخدم فيها آلة “الدف” والناي، والذين غابوا عن المسرح ونادرًا مايتم استخدامهم.

ويرى المخرج الدكتور هانيبال والفريق المسرحي ان هذه المسرحية هي الأولى على كوكب الأرض والتي قدمها بشكل جريء وبصياغة شمولية لمرحلة من سيرة النبي محمد (ص).
وتميزت الفنانة إنجي لكود بدور المرضعة حليمة سعدية حيث انتقلت بين الشخصيات بخفة دون مماطلة في اداء، وتميزت الفنانة رانيا الصالح بتقديم اكثر من لوحة فنية مسرحية والتي تميزت هي ايضًا بتقديم لوحات فنية مسرحية ابتعدت فيها عن التقليد.