المسجد الأحمر في باكستان.. الجانب المسلم لإمبراطورية المغول


يقف مسجد “باد شاهي“، في قلب مدينة لاهور في باكستان، شامخاً وشاهداً على التحول الجذري الذي شهدته إمبراطورية المغول من غزو العالم حتى اعتناق الديانة الإسلامية.
المسجد الذي يعني اسمه باللغة العربية الملك أو الإمبراطور، يحمل لقباً أيضاً اكتسبه من لونه الطاغي، فيسميه كثيرون المسجد الأحمر الذي بات من معالم باكستان.
بدأ بناء المسجد أواخر القرن السابع عشر، بأمر من الإمبراطور المغولي السادس “أورنك زيب”، وافتتح أمام المصلين في غضون سنوات معدودة.
ولم يكن تصميمه فريداً حينها، إذ كان نسخة مكررة عن “مسجد الجمعة” في العاصمة الهندية نيودلهي، والذي بناه “شاه جيهان” والد الإمبراطور “أورنك زيب”، مع فروق بسيطة فقط.
يتميز المسجد بلون جدرانه الخارجية الأحمر، وهو لون الطوب المستخدم في بنائه، وبأنواع مختلفة من الرخام تزين صحنه الداخلي، وقد صمم على شكل مستطيل، تحيط به أربع مآذن يبلغ ارتفاع كل مئذنة 53.75 متر.

وتزين سقف المسجد، ثلاث قباب بيضاء، وتمتد منه ساحة كبيرة تتسع لآلاف المصلين، بينما تزين نافورة مياه تلك الساحة المحاطة بالحدائق.
واستخدم بناة المسجد، الضفائر الزخرفية في تزيين الأسقف والممرات الجانبية وتطعيمها بالرخام وبناء الجدران بقرميد صغير محترق.
وللمسجد الأحمر، بوابتان كبيرتان تقودان بنائه الرئيس، وإلى متحف تاريخي يضم مقتنيات إسلامية منسوبة لعصور وشخصيات من حقب مختلفة في التاريخ الإسلامي.
ويعد المسجد وجهة نشطة للسياح والزوار في مدينة لاهور، بجانب مكانته الدينية في نفوس المسلمين لكونه يرمز للجانب المشرق من حضارة المغول.
كما أن موقع المسجد أكسبه أهمية إضافية، إذ يقع على بعد أمتار من “منارة باكستان”، حيث أعلن عن تأسيس دولة باكستان عام 1947 والانفصال عن الهند.
وأدرج مسجد “باد شاهي” أو مسجد “الإمبراطور”، في قائمة منظمة “اليونيسكو” للتراث العالمي عام 1993.