جورج وسوف.. سلطان الطرب الذي نقش اسمه بحروف من ذهب

لا ينظر للفنان السوري جورج وسوف على أنه مجرد مطرب، بل هو ظاهرة فنية فريدة صاغت وجدان الملايين في العالم العربي، بصوته الدافئ وكلماته الصادقة.

و”سلطان الطرب” كما يحب جمهوره مناداته، يحتفي اليوم بعيد ميلاده الثاني والستين، بعد أن استطاع أن ينقش اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الموسيقى الشرقية.

بدايات الوسوف.. من “الكفرون” إلى العالمية

قصة نجاح جورج وسوف، هي حكاية إصرار وتحدٍ وحب للفن، فالطفل المعجزة الذي ولد يوم 23 ديسمبر/ كانون الأول 1961، في قرية الكفرون السورية لعائلة بسيطة، ظهرت موهبته الفذة منذ سن الرابعة عشرة، وللفت الانتباه لصوته الناضج بعد أن صار في عمره الصغير مغنياً في مطاعم قريته، واشتهر أكثر بغناء موال “حاصبيا”، لينتقل بعدها إلى دمشق، حيث بدأت مسيرته في مطاعم العاصمة، رغم صغر سنه، فأثار إعجاب الكثيرين بصوته الذي كان “أكبر من عمره”؛ ما فتح له أبواب الشهرة المحلية.

سر الوسوف مع لقب أبو وديع

انتقل الوسوف إلى لبنان، بحثاً عن الشهرة والمال، وهو في سن السادسة عشرة، حيث رعاه فنانون كبار، مثل: وديع الصافي، وجورج يزبك، ليبدأ رحلة طويلة مع عمالقة التلحين مثل بليغ حمدي وسيد مكاوي؛ ما أثمر عن أعمال خالدة مثل “الهوى سلطان” التي أكسبته لقب “سلطان الطرب”، أما لقب “أبو وديع”، فكان تيمناً بعرابه وديع الصافي، فما أن أنجب الوسوف طفلاً بعد زواجه، حتى أطلق عليه اسم وديع.

أغنيات الوسوف تتجاوز الحدود

قدم جورج وسوف، خلال مشواره الفني الممتد منذ أكثر من أربعة عقود، أكثر من 30 ألبوماً، وتميزت أغانيه بالجودة والأصالة؛ إذ تعاون مع أهم الملحنين والشعراء في الوطن العربي. ومن أغانيه التي لامست قلوب الجمهور “سلمتك بيد الله”، و”الحبايب”، و”حلف القمر”، و”كلام الناس”، و”يا بياعين الصبر”.

ولم يتوقف نجاح الوسوف عند حدود العالم العربي، بل أقام حفلات في أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا. كما غنى في أبرز المهرجانات العربية، مثل “جرش”، و”قرطاج”، و”موازين”، و”ليالي دبي”، و”موسم الرياض”، و”هلا فبراير”.

المنصة 100

محطات شخصية في حياة الوسوف.. الحب والأسرة

في حياته الشخصية، عاش جورج وسوف محطات مميزة، بدءاً بزواجه الأول من شاليمار الذي أثمر عن ثلاثة أبناء هم: الراحل وديع، وحاتم، وجورج جونيور، واستمر 28 عاماً قبل الانفصال. ثم زواجه الثاني من ندى زيدان، بطلة الراليات، التي أنجب منها ابنته الوحيدة “عيون”، ورغم صعوبات الحياة الشخصية، ظل وسوف مخلصاً لفنه وجمهوره.

تحديات الوسوف الصحية.. صمود أمام الأزمات

تعرض جورج وسوف لوعكات صحية عدة، أبرزها جلطة دماغية عام 2011 تسببت بشلل نصفي، لكنه عاد إلى الساحة الفنية بقوة عام 2014، مؤكداً أن حب الجمهور كان الدافع الأكبر لتجاوز المحنة، وما زال لليوم يتنقل بين مهرجانات العالم، واللافت أن جمهوره ما زال وفياً له، وكل حفلاته مكتملة العدد، رغم التراجع الواضح في صوته، بسبب المرض، إلا أن الكاريزما الكبيرة التي يتمتع بها، ما زالت طاغية.

ذكرى الوسوف الأليمة.. فقدان الابن البكر

في 2023، عاش وسوف إحدى أصعب لحظات حياته بفقدانه ابنه البكر وديع، الذي كان دائماً إلى جانبه في مسيرته، إثر مضاعفات صحية بعد إجرائه عملية تخسيس في المعدة.

المنصة 100

جورج وسوف.. إرث لا يتكرر

يمثل جورج وسوف حالة فنية فريدة لا تتكرر؛ إذ جمع بين الأصالة والحداثة، وبين الكلمة الصادقة والأداء الفذ. في ذكرى ميلاده، يحتفل عشاقه بمسيرة فنية خالدة كانت وما زالت مصدر إلهام ومحبة.

إقرأ أيضاً

مرثية مسرحية تُشيّع الأب الرمز.. وتحتفي بولادة الحرية من رحم الخوف
مرثية مسرحية تُشيّع الأب الرمز.. وتحتفي بولادة الحرية من رحم الخوف
بقلم الصحفي بكر الزبيدي من بين صمت الخشبة وصدى الأسئلة، ينبعث “مأتم السيد الوالد” كمأتمٍ رمزيّ يشيّع...
نقيب الفنانين الأردنيين .. عملين دراميين جديدين استعدادًا للدورة البرامجية المقبلة
نقيب الفنانين الأردنيين .. عملين دراميين جديدين استعدادًا للدورة البرامجية المقبلة
أعلن نقيب الفنانين الأردنيين وعضو مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، المخرج محمد يوسف العبادي،...
حلوة بغداد .. المسرح كما لو أنه صلاة في وجه العزلة
مهرجان بغداد الدولي للمسرح.. عودة الروح إلى مدينة لا تنكسر
خاص للمنصة 100 – بقلم الصحفي بكر الزبيدي الصحفي بكر الزبيدي في زمنٍ تتسارع فيه الإيقاعات وتغيب...
حلوة بغداد .. المسرح كما لو أنه صلاة في وجه العزلة
حلوة بغداد .. المسرح كما لو أنه صلاة في وجه العزلة
بغداد، مدينة لا تموت. قد تخفت أضواؤها حينا، لكن ما إن يرفع الستار حتى تنهض من رمادها، وتعلن بصوت مسرحي...
المسرحية الهندية "رقصة النسيج" تتوج بالجائزة الكبرى في مهرجان بغداد الدولي للمسرح
"رقصة النسيج" تتوج بالجائزة الكبرى في مهرجان بغداد الدولي للمسرح
بغداد – اختتمت العاصمة العراقية فعاليات الدورة السادسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح، بتتويج المسرحية...