مهرجان الدوحة السينمائي 2025: السينما كجسر ثقافي بين المحلي والعالمي
الدوحة – في مشهد ثقافي يعكس تصاعد الحضور السينمائي العربي على الساحة الدولية، تنطلق فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي 2025 خلال الفترة من 20 إلى 28 نوفمبر، لتؤكد الدوحة موقعها كمنصة حيوية للحوار الثقافي عبر الصورة، ومختبرًا مفتوحًا لتجارب سينمائية تتجاوز القوالب التقليدية.
رؤية ثقافية تتجاوز العروض
لا يقتصر مهرجان الدوحة السينمائي على كونه تظاهرة لعرض الأفلام، بل يقدّم نفسه بوصفه مشروعًا ثقافيًا متكاملًا، يضع السينما في قلب النقاشات الفكرية والاجتماعية المعاصرة. وتكشف برمجة دورة 2025 عن توجه واضح نحو الأفلام التي تشتبك مع أسئلة الهوية، والتحولات الاجتماعية، والذاكرة، والإنسان في عالم متغير، من خلال لغات بصرية جريئة وأساليب سردية مبتكرة.
السينما العربية في الواجهة
تحظى السينما العربية، ولا سيما الخليجية، بمساحة وازنة ضمن برامج المهرجان، في خطوة تعكس وعيًا متناميًا بأهمية دعم السرديات المحلية وتمكين المخرجين العرب من الوصول إلى جمهور أوسع. ويشكّل هذا التوجه محاولة جادة لإعادة تعريف صورة السينما العربية عالميًا، بعيدًا عن التنميط، ومن خلال أعمال تنطلق من الخصوصية الثقافية نحو آفاق إنسانية شاملة.
منصة لصناعة السينما وتطوير المواهب
إلى جانب العروض السينمائية، يولي المهرجان اهتمامًا خاصًا بجانب الصناعة، عبر تنظيم ورش عمل، وندوات مهنية، وجلسات حوار تجمع بين صُنّاع أفلام مخضرمين ومواهب شابة. ويعكس هذا البعد إيمان إدارة المهرجان بأن مستقبل السينما لا يُصنع على الشاشة فقط، بل في فضاءات التعليم، والتبادل المعرفي، وبناء الشبكات المهنية.

الدوحة والرهان على القوة الناعمة
يأتي مهرجان الدوحة السينمائي في سياق أوسع من الرهان الثقافي لدولة قطر على الفنون بوصفها إحدى أدوات القوة الناعمة، ووسيلة لتعزيز التواصل بين الشعوب. فالسينما، بما تحمله من قدرة على سرد الحكايات وتفكيك الصور النمطية، تشكّل عنصرًا محوريًا في هذا المشروع الثقافي الطموح.
الفقرة الختامية | تاريخ المهرجان
منذ انطلاقه، استطاع مهرجان الدوحة السينمائي أن يرسّخ حضوره كأحد أبرز المهرجانات السينمائية في المنطقة، مستفيدًا من رؤية واضحة تقوم على دعم السينما المستقلة، والانفتاح على التجارب العالمية، والالتزام بالجودة الفنية. وعلى مدار دوراته السابقة، شكّل المهرجان محطة انطلاق لعدد من الأفلام والمخرجين العرب نحو المهرجانات الدولية، وأسهم في خلق مشهد سينمائي حيوي جعل من الدوحة مركزًا متقدمًا في خريطة السينما العربية والعالمية.
الدوحة… حاضنة كبرى للفعاليات الرياضية والثقافية
يأتي مهرجان الدوحة السينمائي 2025 في ظل زخم لافت تشهده العاصمة القطرية على مستوى الفعاليات الرياضية والثقافية، حيث استطاعت الدوحة خلال الفترة الأخيرة تنظيم سلسلة من الأحداث الكبرى التي حظيت بإشادة إقليمية ودولية، سواء من حيث حسن التنظيم أو مستوى الحضور الجماهيري والتفاعل الإعلامي. هذا النجاح المتراكم عزّز من صورة الدوحة كمدينة قادرة على الجمع بين الرياضة والثقافة والفنون في مشهد واحد متكامل، ورسّخ مكانتها كمركز عالمي للفعاليات النوعية التي تجمع بين الاحترافية والرؤية الثقافية بعيدة المدى، وهو ما يوفّر أرضية مثالية لاحتضان مهرجان سينمائي بهذا الحجم والتأثير.