فيلم الست : أم كلثوم في سينما 2025… بين إرث الأسطورة ومتطلبات العصر

فلم الست : أم كلثوم في سينما 2025… بين إرث الأسطورة ومتطلبات العصر

قبل أن تُعرض أولى لقطاته في صالات السينما، حوّل الإعلان الترويجي الأول لفيلم “الست” – الذي تلعب بطولته منى زكي- نقاشاً عاماً واسعاً على منصات التواصل.

هذا العمل الذي كتبه أحمد مراد وأخرجه مروان حامد، يعدّ من أكثر المشاريع الطموحة هذا الموسم في السينما المصرية، ليس فقط لحجم الشخصية التي يتناولها أم كلثوم بل أيضاً لمدى حساسية ومعايير الجمهور تجاه أي قراءة جديدة لسيرة كوكب الشرق.

ما الذي يجذب الاهتمام منذ البرومو؟
الإعلان لم يكتفِ بإظهار وجوه الممثلين، بل وضع إطاراً سردياً يحاول أن يربط بين مسيرة أم كلثوم وأحداث اجتماعية وسياسية في حقبة محددة، وهو ما أوضحته تقارير صحفية لاحقة حول محتوى البرومو وطبيعة المعالجة. توقيت طرح الإعلان وقرب تاريخ العرض (المقرر في 10 ديسمبر) ساهم في زيادة الضجة سريعاً.

لماذا اختيرت منى زكي؟
وفق تصريحات لمؤلف العمل وأقوال منابر فنية، لم يكن الهدف اختيار من تشبه أم كلثوم شكلاً بقدر ما كان اختيار ممثلة قادرة على حمل ثقل الشخصية وتمتلك حضوراً تمثيلياً قوياً ويستطيع أن يجذب الجمهور.
أحمد مراد والمخرج مروان حامد أكدا أن الرؤية كانت تتطلب «ممثلة تذاكر جامد» أي قادرة على حمل الفيلم فنياً وتسويقياً — وليس مجرد شبه مظهري. هذا التبرير يوضح قراراً فنياً وتجاريًا في آنٍ واحد.

نقاط القوة والضعف بحسب وسائل التواصل
ردود الفعل انقسمت بوضوح:
• نقد بصري وتقني: جزء من المتابعين ركز على جوانب المكياج والهيئة والصوت في البرومو، ورأوا أنها لم تقرّب منى زكي بالشكل الكافي لشخصية أم كلثوم التاريخية. تعليق مثل تعليق الناشطة أماني عكس إحساس جمهور محافظ على صورة أيقونية مترسخة في الذاكرة.
• دفاع فني: آخرون ومن بينهم صحفيون ونقاد وبعض نجوم الوسط الفني طالبوا بفصل الشكل عن الأداء، مؤكدين أن الأعمال السردية قد تُعيد تشكيل الشخصية عبر الأداء والتنفيذ وليس عبر التشابه الشكلي فقط. وائل السمري وغيره شككوا في معيارية التركيز على الشبه.
• دعم من الوسط الفني: تحرّكت موجة دعم لصالح منى زكي من زملاء ومشاهير، معتبرين أن التجربة كبيرة وتستحق الحكم بعد العرض الكامل وليس من خلال برومو قصير.

المقارنة التاريخية: مسلسل 1999 وتجربة صابرين
لا يمكن فصل أي نقاش حول «الست» عن إرث الأعمال السابقة التي تناولت أم كلثوم، وعلى رأسها مسلسل 1999 الذي قامت به صابرين. كثير من الملاقيـن قارنوا بين الحالتين: عمل تلفزيوني طويل أعطى مساحة لتفاصيل وسرد ممتد، وفيلم سينمائي بطبيعته أقصر ويقود إلى خيارات تمثيلية مختلفة. صابرين نفسها أثنت على تجربة منى زكي، مشيرة إلى أن المعالجة السينمائية ستكون «مختلفة» وأن الحكم الحقيقي سيكون بعد المشاهدة الكاملة. هذا التعليق قلّل بعض الشيء من زخم المقارنات التحطيمية المبكرة.

التحديات الفنية لصناعة سيرة أم كلثوم على الشاشة الكبيرة

  1. التوازن بين الشكل والأداء: أم كلثوم ليست مجرد ملامح، بل صوت، حضور مسرحي، وذاكرة ثقافية. تحويل ذلك إلى أداء مرئي يتطلب قراراً بين التركيز على التشابه المظهري من جهة، وبين إعادة بناء الشخصية درامياً من جهة أخرى — قرار فريق «الست» كان واضحاً لصالح الخيار الثاني، وفق تصريحات صناع العمل.
  2. الموسيقى والصوت: أي إنتاج عن مطربة بحجم أم كلثوم يواجه اختبارين: استخدام تسجيلات أصلية أم إعادة أداء؟ كيف سيتم تقديم المقاطع الموسيقية في سياق درامي؟ (التقارير تشير إلى أن العمل يتضمن مشاهد أداء ومحطات فنية مؤثرة لكن التفاصيل الدقيقة عن استخدام الأصوات لم تُكشف بعد).
  3. الغاية السردية: هل الفيلم سيرة تقليدية تبدأ من الطفولة حتى الشهرة، أم يختار لحظات محورية فقط؟ التقارير والإعلانات توحي بأن العمل يسعى لقراءة مركبة تتقاطع فيها الحياة الشخصية مع حضورها الوطني والثقافي، ما يجعل منه محاولة لتقديم «أم كلثوم كمشروع ثقافي واجتماعي» وليس مجرد حكاية نجم.

ماذا قد يحصل عند العرض؟
• سيناريو النجاح: إذا نجحت منى زكي في نقل عمق الشخصية، ودعمتها موسيقى وتوليف سينمائي محكم، فالفيلم سيُقابل باعتراف نقدي وربما يفتح نقاشاً جديداً حول قراءة السير الذاتية في السينما العربية، ويجذب جمهوراً عريضاً بفضول تاريخي وفني. وجود مروان حامد وأحمد مراد يعطيان العمل مؤهلات فنية وتسويقية مهمة.
• سيناريو المحاذير: إذا ظل الجدل حول الشكل والمقارنة يهيمن على الحديث لفترة طويلة، فقد يتأثر الرأي العام المتحفظ ويشوه استقبال الفيلم قبل أن تُقيّمه النقاد. كذلك، أي ضعف في الجانب الموسيقي أو التدقيق التاريخي قد يعرض العمل لهجوم شرس من مؤيدي صورة أم كلثوم التقليدية.

لماذا يهمنا فيلم عن أم كلثوم الآن؟
أم كلثوم ليست قضية فنية محلية فحسب؛ هي ظاهرة ثقافية عبر العربيّة: صوتها وتاريخها ارتبطا بتحولات اجتماعية وسياسية في القرن العشرين. إنتاج فيلم عنها في 2025 يعني إعادة قراءة لذلك التلاقح بين الفن والهوية الوطنية، وفتح حوار حول كيف نعيد صياغة أيقوناتنا للأجيال الجديدة التي قد تعرفها من خلال منصات رقمية أكثر منها عبر تسجيلات تاريخية أو أطياف تلفزيونية قديمة. التقارير الصحفية أشارت إلى أن «الست» يتناول أيضاً محطات ذات دلالة اجتماعية ليست فقط لحياة فنانة بل لتجربة مجتمع.

توصيف لمؤشرات النجاح التجارية والنقدية توقعات
وجود نجوم شباك وشهرة منى زكي نفسها يرفع من فرص الإقبال الجماهيري عند العرض الأول.
• النقد المتوازن سيتشكل بعد المراجعات الرسمية للعرض الصحفي الأول، لكن الضجيج الذي صنعه البرومو قد يتحول إلى دعاية مجانية إيجابية أو سلبية تزيد من الوعي الجماهيري.
• إذا فاز الفيلم برضا النقاد (أداء/إخراج/موسيقى/سينوغرافيا)، فمن المتوقع أن يحظى بانتشار إقليمي واهتمام مهرجاناتي. أما إذا استمر الخلاف على الشكل فقط، فسيلقى عرضاً تجارياً مع نتائج متباينة على الصعيد النقدي.

ما الذي نبحث عنه عندما نشاهد الفيلم؟

  1. مدى قدرة منى زكي على خلق حضور صوتي ودرامي يقنع الجمهور لا يكفي التشابه المظهري.
  2. كيفية توظيف المخرج للموسيقى والتصوير السينمائي لبناء أجواء زمنية ومكانية قادرة على نقل المشاهد إلى حقبة أم كلثوم.
  3. الالتزام أو التفسير التاريخي: هل سيقدم الفيلم وقائع دقيقة أم قراءة فنية متخيّلة؟ وكيف سيتعامل مع الأبعاد السياسية والاجتماعية المرتبطة بشخصية أم كلثوم؟
  4. رد فعل الجمهور بعد مشاهدة العمل كاملًا — هل سيتراجع النقد الأولي أم يتعاظم؟
المنصة 100

الست ليس مجرد فيلم سيرة آخر هو اختبار لمدى قدرة السينما العربية على إعادة تشكيل أيقوناتها بصوت معاصر. الضجة الحالية تُذكرنا بأن أي مشروع يتناول شخصيات جماهيرية عميقة الوجود في الذاكرة الجماعية سيواجه دوماً معادلة صعبة: احترام الإرث التاريخي، والحاجة لتقديم رؤية فنية جديدة تجمع بين العمق والحداثة. في الحالتين، يبقى الحكم النهائي بيد الجمهور والنقاد بعد عرض الفيلم بكامله في 10 ديسمبر؛ وحتى ذلك الحين، سيبقى النقاش حول الشكل والأداء علامة بارزة في تذوق العمل قبل حصده أو نقده.

إقرأ أيضاً

بستايل موسيقي جديد.. ديانا كرزون تطلق "دوخني"
بستايل موسيقي جديد.. ديانا كرزون تطلق "دوخني"
فاجأت “سوبر ستار العرب” النجمة ديانا كرزون، جمهورها بأحدث أعمالها الغنائية، التي حملت عنوان...
WhatsApp Image 2025-12-03 at 00.19
الفنان الأردني مجد عيد: عدت للخلف لكن لأنطلق إلى الأمام بقوة فوصلت العالمية
انتزع الإبداع من جوف الأزمة، ونشر موهبته مباهيًا بها مقتنصًا ارفع الجوائز، مع الثناء على ادائه المرموق،...
قطر تدهش العالم في افتتاح كأس العرب 2025… عرض ضوئي ثلاثي الأبعاد يسرق الأنظار
قطر تدهش العالم في افتتاح كأس العرب 2025… عرض ضوئي ثلاثي الأبعاد يسرق الأنظار
قدّمت قطر عرضاً استثنائياً أعاد إلى الأذهان أجواء كأس العالم 2022، بعدما افتتحت بطولة كأس العرب 2025...
فؤاد عبدالواحد يخطف الأضواء ويلامس القلوب في احتفالات اليوم الوطني الـ54 للإمارات
فؤاد عبدالواحد يخطف الأضواء ويلامس القلوب في احتفالات اليوم الوطني الـ54 للإمارات
في أمسية تُروى، وتبقى محفورة في ذاكرة الاحتفالات الوطنية، اعتلى الفنان فؤاد عبدالواحد “نجم الخليج”...
الأعمال الفائزة أيام قرطاج المسرحية 26 - اسماء
الأعمال الفائزة في أيام قرطاج المسرحية الــ 26 - اسماء
برزت الدورة السادسة والعشرون من أيام قرطاج المسرحية بوصفها واحدة من أكثر الدورات حيوية وتجديداً في السنوات...