هل يستمد الفن من النفس أم تستمد النفس من الفن ؟

طالما كان الفن في العصور الغابرة وأيام الإنسان الأول بمثابة ترجمة حرفية وحقيقية لكل مشاعر الخوف والقلق والسعادة وتبيان ماهية أحوال البيئة التي تحيط بالإنسان، فهو النافذة التي تخفي خلفها كل الظروف المعاشة التي ألمَّت بالفرد أي كان نوع هذا التأثير الخارجي، ومن هذا المنطلق بات الفن يحتل الصدارة الأولى في ترجمة كل المشاعر الدفينة والأفكار المكتظة والصراعات التي تدور في عقلنا الباطن ويتم اسقاطها عنوة على سطح الفضاء الخارجي.
المنصة 100 – بقلم فاتن الداوود – فنانة تشكيلية
لذلك علاقة الفن بالنفس علاقة حتمية وترابطية حين يتعاظم دوره في أن يترجم خلجات النفس وكل ما يدور في العقل الباطن والذي يعتبر بمثابة صندوق مُحكم يضج بالذكريات والمشاعر التي لابد أن تتنفس الصعداء وتخرج الى النور، فهو البوابة الواسعة لمئات الافكار والتحديات التي طالما اكتسبها الفرد من البيئة المعاصرة ومن الحياة، والفن يلعب دورا ملحوظا في الكشف عن تلك المشاعر الداخلية.

وحين نقول أن النفس تستمد من الفن ربما هذا قول صحيح لحاجة النفس في بعض الأحيان لرسم واقعها والهروب لبعض الوقت الى واقع جميل طالما حلمت به بأن يصبح حقيقة يوما ما.

وهنا نؤكد دور الفن الحقيقي في رسم مستقبل الفرد بكل تفاصيله الدقيقة، وبه نستطيع خلق الواقع عن طريق عملية التخيل الواسع الذي يمارسه الفنان، فنسج الخيال والتوغل به عبر اروقة المستقبل هو بمثابة تثبيت لهذا الواقع وهروبٌ بنفس الوقت من عالم غير مرغوب فيه الى عالم افضل. وتأكد عزيزي أن ممارسة ملكة الخيال وتصور المستقبل عن طريق الفن والرسم هو بمثابة تحفيز لقانون الجذب وتفعيل مسببات النجاح إن كان لدينا اليقين القاطع لهذا الدور الإستثنائي في تسريع عملية النجاح وتحقيق الأمنيات والاماني.