نجوم أردنييون يسطعون عالميًا.. والسينما الوطنية ما تزال بعيدة عن العالمية


على الرغم من أن السينما الأردنية لم تتمكن حتى الآن من تحقيق حضور واسع على الساحة العالمية، فإن عددًا من الفنانين الأردنيين استطاعوا أن يشقوا طريقهم خارج حدود الوطن، ويساهموا في أعمال عربية ودولية بارزة.
وجوه أردنية على الساحة الدولية
من أبرز الأسماء التي صنعت بصمة واضحة في السينما العربية والعالمية، صبا مبارك التي شاركت في العديد من الأعمال العربية والدولية، وأثبتت جدارتها كواحدة من أبرز الممثلات في المنطقة. كما برع أشرف برهوم في أدوار عالمية، من بينها مشاركته في أفلام أميركية كبرى مثل Kingdom of Heaven وThe Kingdom. وكذلك الممثل علي سليمان الذي شارك في أفلام عالمية حصدت تقديراً نقدياً واسعاً مثل Paradise Now وThe Attack.

ولا يمكن إغفال تجربة منذر رياحنة الذي لمع في الأعمال العربية المشتركة وشارك في أعمال درامية وسينمائية تركت أثراً لدى الجمهور.
إلى جانب هؤلاء، تألق إياد نصّار في السينما المصرية، مقدماً أدواراً لافتة في أفلام مثل تراب الماس وموسى، فضلاً عن مشاركته في النسخة العربية من Perfect Strangers التي حملت طابعاً عالمياً من خلال إعادة إنتاج قصة أوروبية شهيرة.

أما نديم صوالحة، فقد شكّل حالة استثنائية بكونه من أوائل الفنانين الأردنيين الذين برزوا في السينما البريطانية والأميركية، حيث شارك في أفلام ضخمة مثل The Spy Who Loved Me من سلسلة جيمس بوند، وفيلم Syriana، إضافة إلى تجسيده شخصية الملك ميلشيور في الفيلم الأميركي The Nativity Story. هذه التجارب جعلته جسراً بين المواهب الأردنية والسينما العالمية.

مواقع تصوير عالمية دون إنتاج محلي منافس
يمتلك الأردن مقومات طبيعية وتاريخية جعلته مقصدًا لتصوير أفلام عالمية، من بينها The Martian وStar Wars. ومع ذلك، بقيت هذه المشاركات مقتصرة على استضافة مواقع التصوير، دون إنتاج محلي يتمكن من المنافسة على مستوى عالمي.
تحديات الإنتاج
يشير متخصصون في المجال إلى أن أبرز التحديات التي تواجه السينما الأردنية تتمثل في ضعف التمويل، وغياب شركات إنتاج كبرى قادرة على الاستثمار طويل الأمد، إلى جانب محدودية النصوص التي لا تنفتح على قضايا إنسانية ذات بعد عالمي.
محاولات لافتة
رغم هذه التحديات، حققت بعض الأعمال الأردنية حضورًا لافتًا، أبرزها فيلم ذيب (2014) الذي نال جوائز دولية وترشّح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، وهو ما اعتُبر مؤشرًا على الإمكانات الكامنة في السينما الأردنية.
مقترحات للنهوض بالسينما
يرى نقاد ومهتمون أن تجاوز هذه العقبات يتطلب إطلاق صندوق وطني لدعم الإنتاج السينمائي، وتشجيع الشراكات مع منصات البث العالمية، إلى جانب الاستثمار في ورش كتابة لتطوير النصوص، وإنشاء معاهد متخصصة لتأهيل الكوادر الفنية والتقنية، مع ضرورة الاهتمام بالتسويق الاحترافي للأفلام في المهرجانات والأسواق العالمية.

مستقبل السينما الأردنية
ورغم أن النجاحات الأردنية في السينما العالمية لا تزال فردية ومحدودة، إلا أن وجود طاقات فنية شابة، إضافة إلى طبيعة الأردن الجغرافية والثقافية، يفتح الباب أمام إمكانية بناء صناعة سينمائية قادرة على المنافسة، إذا ما توفرت الإرادة والدعم المؤسسي.