مسرحية مكسور.. صراع الخروج من القاع والهروب إلى النور


السؤال المهم والأبرز في حياة الإنسان ان يجد نفسه في ظل فقدان عوامل الشغف والامل بسبب الظروف المادية او المعيشية او طبيعة الحياة في بيئته، الصراع الأبرز بين البشر هو من المسؤول عن اوضاعنا هل هي الحكومات؟، أم الأهل؟، أم العوامل، او عدم قدرة الإنسان على تطوير ذاته وإيجادها في ظل عدم وجود اي قدرة على التصميم والإرادة للخروج بالنفس البشرية من قاعها في محاولة لغمسها في قاع آخر!، اقل قسوة من سابقه.
المنصة 100- خاص
ولاغم محاولات الإنسان الخروج من القاع لكن يبقى القاع ساكنًا به، وهو ماتحاول مسرحية “مكسور” من إخراج الأردني عمر الضمور ان تطرحه على شكل قضية إشكالية عمرها آلاف السنين او منذ بدأ البشرية.
تطرح المسرحية قضية إشكالية عن من هو المذنب الحقيقي في وصول الإنسان إلى اخطاءه النفسية خاصة في ظل الهروب من الإجابة على الأسئلة وايضًا محاولاته للخروج إلى النور.

بدأ العرض برقصات تظهر الصراع بين جيلين الأول الأب والذي أجبرته الظروف على ان يكن في الأسفل والثاني الأبناء والذين يتبرؤن من ذويهم بسبب رفضهم لقدرهم الذي صنعاه والدهما لهما.

يحاول الأبناء ان يخرجا بطوق نجاة من قاعهما ولكن يران السبيل لهُ الموت السريع، في دلالات فنية وفلسفية ان الإنسان مهما حاول الخروج يبقى معلقًا في مشاكله النفسية الغارق بها دون ان يتصالح مع ذاته “العليا”.

تصور المسرحية من خلال السنوغرافيا السوداء مع التراب الأبيض الصراع بين الرضى وعدم الرضى وبين تناقضات الإنسان في معيشته ومحاولة هروبه، دون ان يحمل مسؤولية نفسه ومن المسؤول عن مشاكله ومسير حياته.