مراكز الصحة الجنسية هل باتت ضرورة؟
لقد كان استكشاف الجسد والرغبات الحميمة موضوعًا محظورًا لعقود من الزمن، لكنه أصبح اليوم موضوعًا ساخنًا ليس فقط في مكتب أخصائي علم الجنس، ولكن أيضًا عند التخطيط لقضاء إجازة.
تطلق المنتجعات في أجمل الأماكن على وجه الأرض ما يسمى ببرامج الصحة الجنسية المصممة لمساعدة المشاركين على الكشف عن تفضيلاتهم السرية، والتخلص من الخجل في السرير وتحسين العلاقات مع شركائهم. ويقول خبراء الصناعة إن العطلات التي تهدف إلى العافية الجنسية ربما تكون الاتجاه الرئيسي بين المسافرين اليوم. ما يحدث خلف الأبواب المغلقة للرحلات الجنسية وما إذا كانت مفيدة هو في المواد.
لماذا أصبح الناس فجأة قلقين بشأن جودة حياتهم الحميمة؟
“أرى أن الصحة الجنسية هي الطريق إلى الأصالة الجنسية والحرية والمتعة. إنه أكثر من مجرد فعل جسدي – فهو يتضمن الاتصال مع نفسك واحترام الذات وقبول حياتك الجنسية. “بعد كل شيء، فإن الرضا الجنسي، في الواقع، يؤدي إلى حد كبير إلى نجاح العلاقة والصحة النفسية”، كما توضح أخصائية علم النفس السريري وخبيرة علم الجنس الدكتورة كارين جورني.
وعلى الرغم من كل الفوائد – من تعزيز جهاز المناعة وتحسين النوم إلى تقليل التوتر – فقد ظل هذا الموضوع وصمة عار لسنوات. “في أذهاننا، غالبًا ما يرتبط الجنس بالخجل. يتم بيعنا فكرة أن هذا نشاط تافه لا يهم سوى أجسادنا. عندما نتعامل معه باعتباره شيئًا منفصلًا عن شخصيتنا، فإننا نتجاهل أهميته. وبسبب هذا، فإن العديد من الأشخاص لا يبذلون نفس الجهد لتحسين حياتهم الحميمة كما يفعلون في مجالات أخرى، مثل العمل أو الرياضة،” كما يقول الطبيب.
ومع ذلك، وبسبب القيود المفروضة على التفاعلات الجسدية أثناء جائحة فيروس كورونا، بدأ الكثيرون في البحث عن طرق جديدة للحفاظ على الصحة الجنسية. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجراها معهد كينسي أن كل شخص خامس قام بتوسيع “مخزونه الجنسي” من خلال إتقان الرسائل الجنسية، وأنواع مختلفة من التدليك، وأوضاع جديدة. وأعلنت شركة Cult Beauty، وهي شركة متخصصة في منتجات التجميل، عن زيادة بنسبة 850 بالمئة في عمليات البحث عن منتجات العافية الجنسية مقارنة بأوقات ما قبل كوفيد.
-من المتوقع أن ينمو سوق الصحة الجنسية العالمي بحلول عام 2028
كيف تبدو الرحلة نحو العافية الجنسية؟
وقد تغلغل هذا الاتجاه أيضًا في صناعة السياحة، مما أدى إلى إنشاء مفهوم جديد للسفر. توفر منتجعات الصحة الجنسية مساحة آمنة لاستكشاف حياتك الجنسية. تتضمن الفعاليات التي يتم تنظيمها حاليًا في أجمل الأماكن في العالم برامج مختلفة، بما في ذلك التدريب الجنسي والتدليك المثيرة. وفي الوقت نفسه، يناقش قائد الممارسة مع المشاركين حدودهم الشخصية ورغباتهم وأفكارهم حول أجسادهم.
بدأت الفنادق في جميع أنحاء العالم في تخزين مجموعات الحب مثل المكسرات المملحة في الميني بار الخاص بها.
كوندي ناست ترافيلر
في الوقت نفسه، يشير الخبراء إلى أن أي راحة تهدف إلى الاسترخاء تساعد بشكل عام على تقليل مستويات التوتر وتوفر فرصة لإقامة اتصال مع جسمك من خلال اليوجا أو تمارين التنفس. كما أن الأنشطة المشتركة مع شريك الحياة (إذا كان لديك شريك) سوف تساهم أيضًا في تعزيز الصحة الجنسية – حتى لو لم تكن العلاقة الحميمة هي الهدف الرئيسي من الرحلة.
“إن إحدى الفوائد الرئيسية للخلوة هي الخروج من مساحتك الخاصة. وقد تكون هذه بالنسبة للعديد من الأشخاص فرصة مثالية لتجربة شيء جديد في حياتهم الجنسية. وبعد الرحلة، عليك أن تسأل نفسك: كيف سأفعل هذا عندما أعود إلى المنزل وتعود الحياة إلى طبيعتها،” تنصح الدكتورة جورني.
مجلة كوندي ناست ترافيلر تصنف الصحة الجنسية كواحدة من أهم اتجاهات السفر لعام 2024
وتعتقد أخصائية علم الجنس سوزان فايس أن السياح يختارون بشكل متزايد القيام بمثل هذه الرحلات لتخفيف التوتر والتخلص من عدم الرضا عن حياتهم الجنسية. وترى أن العديد من الأزواج اليوم يواجهون ضغوطاً بسبب العمل أو تربية الأبناء، ما يجعلهم يفقدون التواصل الذي كان بينهم في بداية علاقتهم. ومن شأن مثل هذه الأحداث، بدورها، أن تساعد في حل هذه المشكلة.
أين أفضل مكان للراحة؟
تكتب شبكة CNN أن أحد أكثر البرامج فعالية في مجال الصحة الجنسية يتم تنفيذه اليوم في منتجع ميرافال أريزونا الفاخر بالقرب من توسون بالولايات المتحدة الأمريكية . هنا، تدير مدربة الجنس ليندي ريفرز ثلاثة برامج، اثنان منها مخصصان للمشاركين من أي جنس، والثالث مخصص للنساء حصريًا.
الدورة الأولى، والتي تسمى “تحسين حياتك الجنسية”، تساعد “الطلاب” على اكتشاف ما يحفز شركاءهم حقًا في السرير – حتى لو لم يقولوا ذلك بصوت عالٍ أبدًا. وتقول ريفرز إن الدورات التدريبية تساعد الأزواج على بناء علاقات أكثر ثقة وتوفر مهارات يمكن استخدامها في الفندق والمنزل.
تكلف درسًا جماعيًا واحدًا في برنامج تحسين حياتك الجنسية
في مسار آخر، يتعلم الرجال والنساء كيفية التواصل مع أنفسهم، بينما يكشف مسار ثالث للنساء تفاصيل حول كيفية “معالجة جسد الأنثى للرغبة العفوية والمستجيبة”.
“أنا أركز على تزويد الناس بالأدوات والمعلومات التي يحتاجونها لفهم أنفسهم وتنمية الفضول. وبهذه الطريقة، سوف يتمكنون في المستقبل من جعل الحياة الجنسية والعلاقات الرومانسية التي يرغبون فيها حقيقة واقعة. “في الوقت نفسه، كل شخص لديه فكرته الخاصة حول ما هي الحياة الحميمة الجيدة، وأنا دائما آخذ ذلك في الاعتبار”، تعلق ليندي ريفرز.
أين يمكنك الذهاب للتدريب أيضًا؟
الى المكسيك . يعد العافية الجنسية أحد الخيارات المدرجة على قائمة SHA Mexico، وهو منتجع شامل كليًا تم افتتاحه العام الماضي في كوستا موخيريس. يوجد على أراضيها 35 وحدة سكنية خاصة و 100 غرفة بالإضافة إلى عيادة صحية خاصة بها.
عند الوصول، يحصل كل ضيف على تقييم مجاني شامل للصحة البدنية والعاطفية والعقلية، ثم يختار أحد برامج العلاج الأربعة بناءً على نتائجه. ويمكن لأولئك الذين يرغبون في تحسين حياتهم الجنسية أيضًا طلب إجراءات طبية إضافية، مثل العلاج بالموجات الصادمة لعلاج ضعف الانتصاب عند الرجال أو جلسات العلاج الطبيعي لتقوية عضلات قاع الحوض عند النساء.
تتغير الصحة الجنسية مع تقدم العمر، ولكن باتباع نهج طبي شامل، يمكن السيطرة على هذه التغيرات بشكل فعال.
وتعمل باميلا مادسن، مؤسسة شركة “وباك تو ذا بودي”، على صقل طريقتها منذ عشر سنوات، وهي الآن تشمل جلسات تدليك للجسم “لتحديد الرغبة والتغلب على الخجل” تحت التوجيه اليقظ لمدربي العلاقة الحميمة. “هذه ليست مدرسة للجنس – إنها مدرسة لتطوير الذات”، هذا ما جاء في وصف الدورات التي تقام في إيطاليا وفرنسا والمكسيك والولايات المتحدة.
وجدت دراسة نشرت في مجلة العلاج الجنسي والعلاقات أن المشاركين في البرنامج أبلغوا عن تحسنات كبيرة في صورة الجسم والإثارة والرضا. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن 95 بالمائة منهم يحجزون رحلة متكررة.
لماذا تتعطل بعض البرامج؟
في أوائل عام 2024، قدم منتجع Relais & Chateaux الفاخر المخصص للبالغين فقط في جزيرة ماوي في هاواي أيضًا حزمة صحة جنسية، لكنه سحب القابس بعد أسابيع فقط. أطلق على البرنامج اسم “تجربة التانترا للاتصالات الحميمة” وكان يتضمن جلسة فردية مدتها 90 دقيقة يقودها أحد ممارسي التانترا.
وبحسب الوصف، تضمنت الجلسة “تمارين تنفس لطيفة وحركات متزامنة تهدف إلى خلق مساحة مقدسة حيث يوجد مجال للضعف والثقة والاستكشاف العاطفي”. وعندما سأل الصحافيون عن سبب إغلاق الفصول الدراسية، رفض ممثلو المنتجع ذلك.
وتضيف أخصائية علم الجنس سوزان فايس أن بعض المراكز أغلقت أبوابها لأن برامجها لم تكن تقدم أكثر من غرفة باهظة الثمن ومجموعة مختارة من الألعاب الجنسية. “إن الأمر كله يتعلق بالتسويق”، كما تقول. “في بعض الأحيان قد يكون هذا مجرد شعوذة.”
وبحسب الخبير فإن أفضل طريقة لتقييم البرنامج هي الاتصال بالمنظمين بشكل مباشر وطلب وصف كامل ومفصل لجميع الممارسات. وبمجرد حجز الرحلة، من المهم للمسافرين أن يذهبوا إلى هناك دون أي قيود نفسية ومع رغبة في العمل على أنفسهم.
“يمكنك الذهاب إلى منتجع رائع يقدم لك باقة رائعة لممارسة الجنس، ولكن إذا لم تكن مستعدًا للتواصل مع شريكك أو مع نفسك، فلن يكون هناك فائدة من ذلك. كن منفتحا على التجارب الجديدة. فكر في أنشطة جديدة يمكنكم الاستمتاع بها معًا. واختتم فايس حديثه قائلاً: “ستستمتع حينها بإجازة لن تنساها أبدًا”.
إقرأ أيضاً
