متلازمة “الطفل المتسرع”.. ما هي وكيف نتجنبها؟


تُفسر متلازمة الطفل المتسرع بالطريقة التي يتم دفع الطفل بها إلى التسرع في طفولتهم، وإجبارهم على التصرف بما يتجاوز مستوى نضجهم.
وتقول الدكتورة سانام حفيظ أخصائية علم النفس العصبي:”يتم دفع الأطفال إلى النمو في وقت مبكر جدًا، وتحمل هموم ومسؤوليات وضغوط الحياة البالغة ويحدث هذا في جميع مجالات حياتهم، بما في ذلك المدرسة والأنشطة اللامنهجية والرياضة، وحتى الحياة الاجتماعية”.
وتضيف الدكتورة حفيظ “منذ سن ما قبل المدرسة ـ وأحياناً أصغر من ذلك ـ يبدأ الأطفال في إظهار علامات “متلازمة الطفل المتعجل”.
وتابعت: “يقوم بعض الآباء بتسجيل أطفالهم الصغار في عدة فصول ـ بدءاً من دروس اللغة إلى الرياضة ـ معتقدين أن الحصول على بداية مبكرة أمر مرغوب فيه”.
ولكن مع تركيز الآباء على الإنجاز المبكر ووضع الأساس للنجاح في المستقبل، فإنهم قد يلحقون الضرر بأطفالهم. فقد يعاني الصغار من التوتر والإرهاق، في حين ينبغي لهم التركيز على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية، وخاصة من خلال اللعب التظاهري.
إن وظيفتنا هي أن نوفر لأطفالنا أفضل حياة ممكنة، وهذا يعني مساعدتهم على النجاح في المدرسة، والرياضة، والمجتمع، وفي مساعيهم المستقبلية، ولكن في بعض الأحيان يبالغ الآباء عن غير قصد في الأمور.
من المنافسة في التعليم التي تتصاعد باستمرار، إلى الوعي المتزايد بما يفعله الأقران بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الشعور بالإلحاح يمكن أن يطارد الآباء بأنهم لا يبذلون جهدًا كافيًا.
كيفية تجنب متلازمة الطفل المتسرع
تجنب “متلازمة الطفل المتسرع” يتلخص في توفير بيئة داعمة ومغذية للأطفال حيث يتم تقدير وقت الراحة، ويتم التحقق من مشاعرهم، والسماح بحدوث الأخطاء.
ويعد تقليل تعرض الأطفال للتكنولوجيا طريقة أخرى لتشجيع اللعب الحر والاستكشاف.
وقالت الدكتورة حفيظ: “لقد وجد علماء الاجتماع أن الأطفال الذين يُسمح لهم بتجربة العالم بهذه الطريقة يطورون مرونة عاطفية أكبر ويكونون مجهزين بشكل أفضل لحل المشكلات”.
إن منح الأطفال حرية الاختيار لمتابعة اهتماماتهم أمر بالغ الأهمية أيضًا، حيث إنه عندما يكون ذلك مناسبًا لعمرهم، يجب على الأطفال تحديد أهداف ذات معنى بالنسبة لهم، ويجب على الآباء تقديم الدعم لهم.
وتؤكد الدكتورة حفيظ على أن تقدير الأطفال لذاتهم يجب أن يستند إلى أكثر من مجرد الإنجازات المدرسية والأداء.
عندما يقدم الآباء نموذجًا للتوازن الصحي بين العمل والحياة، “فإنهم يظهرون لأطفالهم أن ارتكاب الأخطاء وتجربة متع الحياة البسيطة هي مكونات مهمة لحياة سعيدة ومُرضية”.