ماذا تبقى من لمة المصريين في آخر جمعة من شعبان؟


كما تحرص كل أسرة مصرية على التجمع في إفطار أول أيام رمضان على مائدة واحدة في بيت العائلة الكبيرة، تواصل بعض البيوت في ريف مصر التجمع في “غدوة الحبايب”، تلك العادة التي اختفت بعض الشيء وتسبق قدوم رمضان بأيام، حيث تحل بالجمعة الأخيرة من شهر شعبان.
حيث يتجمع الأهل والأقارب والأصدقاء بعد صلاة الجمعة الأخيرة من شعبان، الشهرُ الثامن من السنة القمرية أو التقويم الهجري، أو بعد صلاة المغرب، لتناول بعض أنواع الأطعمة التي قد لا يتناولونها في رمضان، فيما يعدونه عادة قديمة مازال يتوارثها البعض.
ووفقا للحسابات الفلكية، فمن المتوقع حلول شهر رمضان 1446 هجرية يوم السبت غرة آذار/ مارس المقبل، وذلك بعد تحري رؤية الهلال مساء الجمعة 28 شباط/ فبراير الجاري، ما يعني أن غدوة الحبايب قد تسبق أول إفطار في رمضان بيوم واحد.

“في ريف الدلتا”
يقول الحاج حجازي، (مدير سابق بشركة المياه الحكومية): “لنا نحن أهل الريف في رجب، وشعبان، ورمضان، عادات ورثناها عن الأجداد وعشناها ونحن أطفال، وصار علينا مواصلة الاحتفال بها وتوريثها للأجيال القادمة، خاصة مع انفراط عقد الأسرة الكبيرة، وقلة التجمعات الأسرية وانحسارها على الأفراح والمآتم”.
ويوضح، أنه “الأخ الأكبر لعائلة مكونة من 5 بنات، يحرص على تقديم مواسم لأخواته ولبناته، تلك المواسم عبارة عن لحوم وخبز فلاحي وأرز، مع حلول شهر رجب وبمناسبة موسم الإسراء والمعراج، ومنتصف شعبان، ومع قدوم رمضان، وعيدي الفطر والأضحى، وغيرها من المواسم الدينية”.
ويضيف: “من بين عاداتنا الريفية غدوة الحبايب، في الجمعة الأخيرة من شعبان، ومن بداية الشهر أقوم بعمل الاتصالات بأخواتي وأزواجهن وحتى بناتهن المتزوجات، وأيضا بناتي وأزواجهن للتجمع بعد صلاة الجمعة الأخيرة، في بيت العائلة الذي يستعد للمناسبة بالتنظيف والطعام”.
ويبين أنه “يتم عمل الفطير المشلتت والخبز الفلاحي ومعه العسل الأسود والأبيض والجبن الحادق، وبعض صواني الطعام الأخرى، كما يكون للفسيخ والرنجة والسردين والأسماك المملحة مكان دائم في موائد غدوة الحبايب”.
ويضيف: “من بين عاداتنا الريفية غدوة الحبايب، في الجمعة الأخيرة من شعبان، ومن بداية الشهر أقوم بعمل الاتصالات بأخواتي وأزواجهن وحتى بناتهن المتزوجات، وأيضا بناتي وأزواجهن للتجمع بعد صلاة الجمعة الأخيرة، في بيت العائلة الذي يستعد للمناسبة بالتنظيف والطعام”.
ويبين أنه “يتم عمل الفطير المشلتت والخبز الفلاحي ومعه العسل الأسود والأبيض والجبن الحادق، وبعض صواني الطعام الأخرى، كما يكون للفسيخ والرنجة والسردين والأسماك المملحة مكان دائم في موائد غدوة الحبايب”.
ويؤكد أن “غدوة الحبايب قبل 20 و30 عاما كانت أكثر انتشارا، حتى إن والدتي كانت تعد لي غدوة الحبايب أحملها معي لأصدقاء الدراسة في المدرسة الثانوية في المدينة عاصمة مركز قريتنا، وأيضا خلال فترة خدمتي العسكرية، كنت أحملها لزملائي وضباط الصف، وحتى بعض الضباط كنا نتجمع عليها، ولكن حاليا لا يحدث هذا”.
ماذا عن الصعيد؟

في صعيد مصر الممتد من مدينة الجيزة غرب القاهرة وحتى أسوان شمال السودان، تختفي عادة أهل الدلتا في “غدوة الحبايب”، حيث يؤكد محمود الأسواني أن “تلك العادة غير منتشرة بشكل عام بين مدن الصعيد، ولكنها من الممكن أن تكون لدى بعض الأسر والعائلات”.
“غدوة حبايب العريس والصوفية”
وفي سيناء، يؤكد أشرف أيوب، أن “غدوة الحبايب بهذا المفهوم وذلك التوقيت غير موجودة بين عادت أهل سيناء، فلا يستبقون رمضان بأي ولائم، وتجمع الأسر والتزاور يكون إما ليلة رؤية رمضان أو بإفطار أول أيام الشهر”.
، أن “مفهوم غدوة الحبايب يكون حاضرا في مناسبات العرس لدى أهالي سيناء، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء عند العريس على هذا الاسم غدوة الحبايب، لأكل اللحوم”، مشيرا إلى أن “الصوفية من أهل سيناء لهم تجمعات دائمة على أطعمة تحت مسمى غدوة الحبايب، ولكنها ليست في الجمعة الأخيرة من شعبان”.
عربي21 لايت