لينا تتصدّر التريند: حين يتحوّل الصمت إلى عدالة رقمية


لينا القاق، شابة أردنية، كسرت حاجز الصمت بعد سنوات من الألم، لتروي عبر مقاطع مؤثرة على تيك توك حكاية طفولة مشبعة بالخوف والضرب والحرمان.
خاص – رؤى الزعبي
الجاني، وبحسب روايتها، لم يكن غريبًا… بل زوجة والدها.
طفولة محفوفة بالخوف
خلال الأيام الأخيرة، تصدّرت قصة لينا حديث منصات التواصل الاجتماعي في الأردن والعالم العربي، بعد أن نشرت عبر تيك توك سلسلة مقاطع مصورة توثّق ما قالت إنه “سنوات من العذاب والعنف النفسي والجسدي” على يد زوجة والدها، نجاح بني حمد.
لينا، المقيمة حاليًا في الولايات المتحدة، لم تسعَ إلى إثارة الجدل، بل إلى استرداد صوتها. أرفقت روايتها بكلمات صادقة وصوت مؤلم تُظهر آثار الضرب، الإهمال، والحرمان، كاشفة نمطًا من المعاملة المهينة التي تعرضت لها في طفولتها.
في واحدة من أبرز شهاداتها، تحدثت عن حادثة مؤلمة عندما رفضت زوجة أبيها إسعافها بعد إصابة عميقة، قائلة: “الجروح ستشوّه وجهها عندما تكبر”. هذه التفاصيل أثارت موجة عارمة من الغضب والتعاطف، دفعت بالقضية إلى واجهة الرأي العام الأردني.
حين يكون الجاني من بيت الأمان
ما تعرضت له لينا ليس حالة فردية. بل يعكس ظاهرة مقلقة في مجتمعاتنا، وهي العنف الممارس من أحد الوالدين غير البيولوجيين – كزوجة الأب أو زوج الأم – ضد الأطفال، وغالبًا ما يحدث هذا في ظل غياب رقابة مجتمعية حقيقية، أو تدخل رسمي من الجهات المختصة.
العدالة عبر الشاشة الصغيرة
اختارت لينا أن تواجه سنوات من القهر بالصوت والصورة، مستخدمة منصة تيك توك كسلاح للمواجهة. لكن هذا يطرح سؤالًا جوهريًا:
هل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي الطريق الوحيد للعدالة؟
قصة لينا ليست فقط عن وجع شخصي، بل هي صدى لأطفال آخرين قد لا يملكون الشجاعة ، هي جرس إنذار لمجتمع يحتاج إلى إعادة نظر في قوانينه، ثقافته، وتعامله مع العنف الأسري داخل “البيوت الآمنة”.