بائعات الميرامية .. قصص لصيدلانيات يبعن علاج الحياة التي نستهن في الأردن


100plat.net – الاردن – اسيل وحيد
“الشغل مش عيب” هذا ماقلته (ام عيسى) بائعة الميرامية والورقيات والبقوليات في شارع الحمام في وسط مدينة السلط جنوب العاصمة الأردنية عمان .
تجلس (ام عيسى) منذ (25) عاماً في زاويتها المعروفة هناك والتي تبيع “الميرامية” والورقيات “كالخبيزة والحميضة” وغيرها من ماتلتقطه فجراً من مزارع الغور .
وتقول “انني اجلس منذ الثامنة صباحاً ولغاية ساعات المغرب الاولى ، مؤكدة انها اشهر “تاجرة” في وسط مدينة السلط ومنذ اكثر من “25” عاماً مشيرة ان السوق كالبورصة يوم في ارتفاع وتجني ارباحاً جيدة تكفي كفاف يومها واجرة الذين يقومون بتغليف وتنظيف البضائع واياماً لاتستطيع ان تشتري خبزاً .
وتفتخر انها رغم سنينها الستين غير انها قادرة على الوقوف في السوق كأي بائع شاب ولاتشعر بالتعب .
وتزاملها “ام علاء” التي لها في سوق (20) عاماً والتي تفضل ان تبقى في “قرف الشوارع” – على حد تعبيرها- على انها تمد يدها للتسول حيث تشير ان زوجها توفى وترك في رقبتها شاب وخمس بنات لم يتلقى اي احد تعليم منهم ولكن ذهب الذكر لينخرط في صفوف العسكرية والفتيات تزوجن وهن يعملن عاملات زراعة في الاغوار .
وترى “ام خالد” ان ماتبيعه من “ميرامية” وورقيات وغيرها من المزروعات الغورية هي صيدلية كاملة وتشير بيدها للخلف قائلة “الببيعه احسن من هي الصيدلية الوراي” ، ولم تنسها سنوات الشقاء الخمسة عشر في البيع الإبتسامة والضحكة والتي تفتخر انها تبيع هنا وقامت بتعليم اولادها وتدريسهن في المدارس الحكومية والجامعات افضل بكثير من التسول في الشوارع .
وتكشف ، ان ضعف المبيعات وتراجع السوق له فضل كبير في هجرة الكثير من سيدات الغور من السوق والإتجاه إلى العمل في المزارع على الوقوف لساعات طويلة مقابل دنانير لاتصل احياناً الى خمس ورقات .
وعلى بعد امتار حيث اتهمت ام صلاح والتي فضلت ان يكون اسمها هكذا رغم ان ليس لها اولاد ذكور ، الناس بجهل فوائد الميرامية والتي اصبحو يشتروها مغلفة جاهزة من المحلات الكبيرة وليست الخارجة تواً من خير الارض .
وشكت حالها وتعامل الاجهزة الرقابية في البلدية معهن فترى ان تغيب يومين على الاحتكاك مع رجال البلدية مشيرة بالقول “احنا مش قدهن” ، منوهة ان الفترة الاخيرة لم يظهروا في السوق وذلك اثناء الإنتخابات .
واشارت انها تتوجه فجراً إلى المزارع لتلقيط ماتيسر لها من الاوراق والميرامية بمساعدة احد السيدات لفرطهن وتغليفهن للتوجه لبيعهن .
وقالت “مش من عادتنا البنت تتعلم لهيك بتروح تشتغل بالمزارع احسن من كل القراي هي ” ، مؤكدة ان بنات هل الايام يفضلن المكياج على جمع الاموال ليعشن خبز يومهن .
ويؤكد تجار شارع الحمام انهم يتعاطفون معهم فيجدونهم تاريخاً طويلاً في السوق ولهم الاحترام والتقدير ويحاولوا التوسط لدى اجهزة البلدية للإبتعاد عنهم .
يذكر ان الميرمية تعد من أشهر الأعشاب النباتية التي تكثر زراعتها في المناطق الواقعة ضمن نطاق حوض البحر الأبيض المتوسّط، وهي من النباتات المُعمّرة، حيث يُطلق عليها العديد من التسميات وتمتاز بقيمتها الغذائيّة العالية، كونها تحتوي على الألياف، والبروتينات، والزيوت الطيّارة، ممّا يجعل منها علاجاً فعالاً للعديد من الأمراض، وواقياً من عددٍ آخر منها.
و تُعدّ من أقوى المضادات الطبيعيّة للالتهابات، كونها تحتوي على نسبة عالية من مضادّات الالتهاب والحساسيّة ، كما تقاوم الخلايا السرطانية التي تنقسم بصورة غير طبيعيّة وتنتشر في الجسم، وتُشكّل تهديداً حقيقياً لحياة الإنسان، كونها تحتوي على المضادات الطبيعيّة للأكسدة.
وتُحسّن من عملية التمثّيل الغذائي، وتحارب مشاكل الهضم المختلفة، ممّا يجعلها علاجاً مناسباً لمشكلة السُمنة. تحفّز وصول الأكسجين إلى الدم والخلايا، وبالتالي تُساهم في إصلاح الخلايا والأنسجة التالفة، وتجدّدها، ممّا يحافظ على حيوية الجسم وشبابه.
وللمرامية عامل قوي لتحسين المزاج، وتقلّل من احتماليّة الاكتئاب، كونها تحتوي على نسبة جيّدة من الزيوت الطيّارة المفيدة للدماغ، بما في ذلك كلّ من الكيتونات، والسينول، والبرونيول.
وتقاوم الفطريات والميكروبات، وتحتوي على مركّبات ضدّ التعفّن، ممّا يجعلها تقي من مشاكل المعدة والأمعاء.
و تقوّي القدرات والوظائف الدماغية، وتقي من الإصابة بمرض الزهايمر، وتقوّي الذاكرة، وذلك بفضل احتوائها على نسبة عالية من مستقبلات السيروتونين، التي تلعب دوراً بارزاً تحفيز النشاط الذهني. تعد من أفضل المطهرات الطبيعيّة للفم واللثة، حيث تستخدم كغسول يومي للفم. تعد جيدة لصّحة القلب، حيث تحتوي على مركبات الفلافونويد التي تُعرف علمياً باسم سالفجينين، ممّا يحسن من صحّة القلب والشرايين والأوعية الدموية، حيث تخفض من مستوى الكولسترول الضارّ في الدم. تنظّم ضربات القلب، وتحافظ على المعدّل الطبيعيّ لضغط الدم، وتقيّ من انخفاضه، كونها تحتوي على الأملاح المعدنيّة الأساسيّة مثل الزنك، والبوتاسيوم. تقوّي الدم، وتقي من الأنيميا، لاحتوائها على الحديد. تعالج مشاكل التنفّس، وتخفّف من الأعراض المصاحبة للإنفلونزا والزكام، وتحدّ من السعال، وتراكم البلغم، وذلك عن طريق تطهير القصبات والشعب الهوائية، وتعالج مشاكل الاحتقان وتزيل البلغم. تعدّ جيّدة للبشرة، حيث تقاوم ظهور الحبوب والبثور. تقي من مشاكل النظر، كونها تحتوي على مركبات البيتاكاروتين.