المسرح العربي ينتعش .. والأردن يقود المشهد بدورته الـ 30
بقلم : الصحفي بكر الزبيدي
يشهد الفن والمسرح العربي في الآونة الأخيرة حالة من النشاط اللافت والانتعاش الثقافي الواضح، تعكسه المهرجانات المتتالية التي تحتفي بالفنانين والفرق المسرحية من مختلف الدول العربية.
وفي هذا الإطار، ينطلق غدًا الخميس “مهرجان الأردن المسرحي” بدورته 30 “دورة الفنان أشرف طلفاح“، برعاية معالي وزير الثقافة الأردني، ليواصل مسيرته بوصفه واحدًا من أهم الملتقيات المسرحية في المنطقة، وواجهةً ثقافية تعبّر عن حيوية المشهد الفني الأردني والعربي.
مهرجان بحجم ثلاثة عقود من الإبداع
منذ انطلاقته الأولى قبل ثلاثين عامًا، شكّل “مهرجان الأردن المسرحي” منصةً حقيقية لاكتشاف الطاقات المسرحية الشابة، وفضاءً مفتوحًا للحوار الفني والثقافي بين المسرحيين العرب.
وتأتي الدورة الثلاثون لتؤكد هذا الإرث العريق، حيث سيشارك فيها عدد من الفرق المحلية والعربية، إلى جانب ندوات فكرية وحلقات نقاشية تسلط الضوء على تطور المسرح العربي وقضاياه المعاصرة.
كما سيكرم المهرجان هذا العام نخبة من الفنانين الأردنيين والعرب الذين أسهموا في خدمة المسرح العربي وإثرائه خلال العقود الماضية.
الأردن: من الهامش إلى الريادة الثقافية
يؤكد هذا المهرجان أن المسرح الأردني لم يعد هامشًا ثقافيًا كما كان يُنظر إليه في السابق، بل أصبح جزءًا فاعلًا من المشهد العربي العام، بما يقدّمه من أعمال تجمع بين الأصالة والتجريب، وتتناول قضايا المجتمع والهوية والإنسان.
فقد شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في الحركة المسرحية الأردنية بفضل دعم وزارة الثقافة، وإقامة مهرجانات سنوية كـ مهرجان صيف الزرقاء المسرحي ومهرجان المسرح الحر، إضافة إلى مبادرات فنية جديدة يقودها مخرجون شباب وفنانات بارزات.

أصوات نسائية تضيء الخشبة الأردنية
ما يميز المسرح الأردني منذ بداياته وفي الأعوام الأخيرة أيضاً هو الحضور النسائي المتزايد في مجالات التمثيل والإخراج والتأليف. فقد برزت أسماء من جيل البدايات مثل (عبير عيسى وأمل الدباس وسهير الفهد ورانيا الفهد، ونادرة عمران)، ومن الجيل الجديد (رزان الكردي، ودعاء العدوان، وشذى عليان، ونغم بطارسه، ورشا حداد، ورانيا الخلايله ورشا المليفي) اللواتي قدمن أعمالًا جريئة سواء كان في مجال التمثيل أو الإخراج تناولت قضايا المرأة والمجتمع من منظور إنساني. هذا الحضور المتنامي يؤكد أن المسرح الأردني يسير بخطى ثابتة نحو المساواة الفنية وتمكين المرأة من التعبير عن رؤيتها الإبداعية على الخشبة.
المشهد العربي في تفاعل مستمر
تأتي الدورة الثلاثون من مهرجان الأردن المسرحي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية حراكًا فنيًا متجددًا، يتجلى في تعدد المهرجانات والفعاليات المسرحية في العراق، وعُمان، ومصر، وتونس، والمغرب، والسعودية، والكويت وسوريا وفلسطين وغيرها من الدول. هذه الموجة من النشاط الثقافي تعكس وعيًا متزايدًا بأهمية المسرح كأداة للحوار والتنوير، وكجسرٍ ثقافي يربط بين الشعوب العربية.

