المسرحية المغربية “لنشرب إذن” تفتح أسئلة الوجود والقلق الإنساني


قدّمت الفرقة المغربية على أحد مسارح بغداد العرض المسرحي “لنشرب إذن“، المقتبس من نص للكاتب العراقي قاسم مطرود، في تجربة درامية فلسفية تغوص في أعماق النفس البشرية وتواجه تساؤلاتها الكبرى حول الحياة والموت والقدر.

صراع الإنسان مع ذاته
ينطلق النص من رؤية فلسفية جريئة، إذ يطرح الكاتب العراقي عبر شخصياته مأزق الإنسان المعاصر في مواجهة ذاته وذاكرته واختياراته التي شكلت ماضيه وحاضره. ويعرض مطرود مأساة الإنسان الذي يحاكم نفسه بين الندم والرغبة في الفهم، بين محاولة الهروب والمواجهة، في رحلة فكرية تتقاطع فيها الأسئلة الوجودية مع لحظات الضعف الإنساني.

الموت… سؤال لا ينتهي
يصل الصراع في المسرحية إلى ذروته حين يختار البطل مواجهة العدم، بين الموت بالسم أو الشنق، ليكتشف أن الموت ليس نهاية الأسئلة، بل بداية سؤال جديد لا إجابة له. وبين هذا الاضطراب النفسي، يصبح الخمر ملاذًا مؤقتًا للهروب من عذابات الروح وضجيج الأسئلة التي لا تهدأ.
إخراج بصري متقن
قدّم المخرج خالد الزويشي رؤية إخراجية اعتمدت على أداء تمثيلي مكثف نجح في تجسيد التوترات الداخلية للشخصيات، إلى جانب توظيف ذكي للعناصر البصرية من ديكور وأزياء وإنارة و مكياج، تحولت في بعض المشاهد إلى أدوات تعبيرية تضيف بعداً نفسياً وجمالياً إلى العرض.

تجربة فنية تفتح أفق التفكير
“لنشرب إذن” ليست مجرد عرض مسرحي، بل تجربة فكرية تُحفّز التأمل في معنى الوجود، وتذكّر بأن الفن المسرحي لا يزال قادراً على فتح الجروح الفكرية الكبرى التي تلامس جوهر الإنسان وقلقه الوجودي.